روث إيجلاس
روث إيجلاس*
«جانتس» أكد مجدداً على التزامه بتشكيل حكومة وحدة، طالما أنها لن تشمل نتنياهو، الذي يواجه اتهامات جنائية محتملة في ثلاث حالات للاحتيال والرشوة وخرق الثقة
روث إيجلاس*
في خطوة تاريخية، رشّح تحالف يتألف من الأحزاب العربية الإسرائيلية مرشحاً لرئاسة الوزراء، وقدموا هذا الترشيح للرئيس الإسرائيلي «رؤوفين ريفلين» لأول مرة منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، وقال في مشاوراته يوم الأحد، إن هذه الخطوة ستدعم محاولة رئيس أركان الجيش السابق «بيني جانتس» ليحل محل بنيامين نتنياهو.
وقد دخلت عملية اختيار رئيس الوزراء القادم لإسرائيل مرحلتها الثانية، مع التركيز بحزم على الرئيس الشرفي للبلاد لمعرفة ما إذا كان يمكن أن يجد طريقاً للخروج من نتيجة الانتخابات التي أدت إلى حالة من الجمود وتجنب إجراء تصويت للمرة الثالثة.
تقليدياً، تمتنع الأحزاب العربية عن التوصية بمرشح كاحتجاج أيديولوجي على الاحتلال الإسرائيلي المستمر للفلسطينيين. وكانت المرة الأخيرة التي أوصى فيها حزب عربي بمرشح لمنصب رئيس الوزراء في عام 1992، عندما أصبح اسحق رابين رئيساً للوزراء. وبعد عامين، وقع اتفاقات أوسلو التاريخية مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.
وأثناء اجتماعه يوم الأحد مع «ريفيلين»، قال زعيم القائمة المشتركة أيمن عودة «سنوصي باختيار بيني جانتس رئيساً للوزراء. نريد أن نعود لنكون ممثلين سياسيين شرعيين وننهي حكومة نتنياهو».
وقد أجرى «ريفيلين» مشاورات مع ممثلي أربعة من الكتل السياسية التسع، بما في ذلك «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية، التي تشكل البرلمان الإسرائيلي «الكنيست». وبعد اجتماعه مع بقية الفصائل يوم الاثنين، سيختار «ريفيلين» من بين نتنياهو وجانتس، ليعطيه المحاولة الأولى لتشكيل الحكومة.
وهناك سابقة أخرى أيضاً، وهي أفيجدور ليبرمان، وزير الدفاع السابق المتشدد. في الماضي، كان أفيجدور موالياً لنتنياهو، لكنه قال إنه لا يمكنه دعم الزعيم الذي خدم لفترة طويلة هذه المرة بسبب تحالفه الوثيق مع الأحزاب الدينية واليمينية. وقال أيضاً إنه لن يوصي بجانتس بسبب تأييد «القائمة العربية» له.
وأوضح ليبرمان أن السبيل الوحيد للمضي قدما هو تشكيل حكومة وحدة تضم كلا من حزب «ليكود» بزعامة نتنياهو وحزب «أزرق أبيض» بزعامة «جانتس». ولا يهم أي من الرجلين سيكون رئيساً للوزراء أولاً.
يذكر أن نتائج الانتخابات العامة التي أجريت يوم الثلاثاء أعطت حزب «أزرق أبيض» حوالي 40 ألف صوت أكثر من الليكود، لكن لم يحصل أي من الفصيلين على ما يكفي من المقاعد لتشكيل أغلبية في الكنيست الذي يبلغ عدد مقاعده 120. ويبدو أن أياً منهما سيكون قادراً على حشد الدعم الكافي من كتلته الأيديولوجية لتشكيل ائتلاف مستقر. ويمكن لحزبي «أزرق أبيض» و«الليكود»، اللذين حصلا على 33 و31 صوتاً على التوالي أن يشكلا حكومة مركزية قوية. ومن جانبه، قال «ريفلين» يوم الخميس الماضي، إن التكافؤ بين الحزبين يشير «بصوت عالٍ وواضح» إلى أن غالبية مواطني إسرائيل كانوا يريدون رؤية «حكومة وحدة وطنية واسعة النطاق ومستقرة».
وقال الرئيس إن الجمود، الذي بدأ بعد الجولة الأولى من الانتخابات –التي أجريت في أبريل –ترك نتنياهو غير قادر على تأمين ائتلاف. وقد دعا جميع المرشحين إلى «العمل بسرعة من أجل تشكيل حكومة يمكنها خدمة دولة إسرائيل وشعب إسرائيل مرة أخرى».
وقال «جيل هوفمان» كبير المراسلين والمحللين السياسيين لصحيفة «جيروزاليم بوست»، إن «الرئيس ريفلين، الذي عادة ما يكون دوره مقتصراً على الاحتفالات الرسمية، مثله مثل ملكة إنجلترا، مفروض عليه الآن دور بالغ الأهمية».
واستطرد ً«فهو يُنظر إليه باعتباره الموحِّد الذي تحتاج إليه إسرائيل بشدة».
ومن غير الواضح الآن كيف سيجعل «ريفلين» الأطراف تتعاون، بعد أن وعدت حملاتها بعدم المشاركة في حكومة تتضمن مرشحين بعينهم أو أحزاب معينة. وليس من الواضح حتى كيف سيقرر من الذي سيتم منحه الفرصة الأولى لتشكيل حكومة. ووفقاً للتقاليد، يجب منح الفرصة الأولى للشخص الأكثر احتمالاً لتحقيق النجاح، ولكن في ظل أن هذا يبدو مستحيلاً تقريباً لأي من الزعيمين، ربما يحتاج الرئيس إلى إيجاد معايير بديلة. يقول «مردخاي كريمنيتزر»، أستاذ فخري في القانون في الجامعة العبرية بالقدس وزميل بارز في «معهد إسرائيل للديمقراطية»: «لم يحدث هذا الموقف من قبل، وبالتالي من الصعب معرفة الخيارات التي أمام الرئيس».
وأوضح «كريمنيتزر» أنه نظراً لأن إسرائيل في مثل «هذا الوضع غير المعتاد، من الممكن أن يختار الرئيس شيئاً غير معتاد كذلك».
على الأقل حتى يوم الأحد، لا يبدو أن أياً من الحزبين يريد أن يغير رأيه. وقد تم رفض دعوة من نتنياهو لـ«جانتس» للاجتماع ومناقشة حكومة الوحدة يوم الخميس، حيث أوضح «جانتس» أنه كزعيم لأكبر حزب فإنه يعتزم أن يصبح رئيس وزراء إسرائيل القادم.
«جانتس» أكد مجدداً على التزامه بتشكيل حكومة وحدة، طالما أنها لن تشمل نتنياهو، الذي يواجه اتهامات جنائية محتملة في ثلاث حالات للاحتيال والرشوة وخرق الثقة. بعد الانتخابات مباشرة، وقع نتنياهو اتفاقاً مع حزبين دينيين متشددين وحزب قومي متدين أصغر، مما زاد دعمه في الكنيست إلى 55 مقعداً.
«جانتس» أكد مجدداً على التزامه بتشكيل حكومة وحدة، طالما أنها لن تشمل نتنياهو، الذي يواجه اتهامات جنائية محتملة في ثلاث حالات للاحتيال والرشوة وخرق الثقة
روث إيجلاس*
في خطوة تاريخية، رشّح تحالف يتألف من الأحزاب العربية الإسرائيلية مرشحاً لرئاسة الوزراء، وقدموا هذا الترشيح للرئيس الإسرائيلي «رؤوفين ريفلين» لأول مرة منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، وقال في مشاوراته يوم الأحد، إن هذه الخطوة ستدعم محاولة رئيس أركان الجيش السابق «بيني جانتس» ليحل محل بنيامين نتنياهو.
وقد دخلت عملية اختيار رئيس الوزراء القادم لإسرائيل مرحلتها الثانية، مع التركيز بحزم على الرئيس الشرفي للبلاد لمعرفة ما إذا كان يمكن أن يجد طريقاً للخروج من نتيجة الانتخابات التي أدت إلى حالة من الجمود وتجنب إجراء تصويت للمرة الثالثة.
تقليدياً، تمتنع الأحزاب العربية عن التوصية بمرشح كاحتجاج أيديولوجي على الاحتلال الإسرائيلي المستمر للفلسطينيين. وكانت المرة الأخيرة التي أوصى فيها حزب عربي بمرشح لمنصب رئيس الوزراء في عام 1992، عندما أصبح اسحق رابين رئيساً للوزراء. وبعد عامين، وقع اتفاقات أوسلو التاريخية مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.
وأثناء اجتماعه يوم الأحد مع «ريفيلين»، قال زعيم القائمة المشتركة أيمن عودة «سنوصي باختيار بيني جانتس رئيساً للوزراء. نريد أن نعود لنكون ممثلين سياسيين شرعيين وننهي حكومة نتنياهو».
وقد أجرى «ريفيلين» مشاورات مع ممثلي أربعة من الكتل السياسية التسع، بما في ذلك «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية، التي تشكل البرلمان الإسرائيلي «الكنيست». وبعد اجتماعه مع بقية الفصائل يوم الاثنين، سيختار «ريفيلين» من بين نتنياهو وجانتس، ليعطيه المحاولة الأولى لتشكيل الحكومة.
وهناك سابقة أخرى أيضاً، وهي أفيجدور ليبرمان، وزير الدفاع السابق المتشدد. في الماضي، كان أفيجدور موالياً لنتنياهو، لكنه قال إنه لا يمكنه دعم الزعيم الذي خدم لفترة طويلة هذه المرة بسبب تحالفه الوثيق مع الأحزاب الدينية واليمينية. وقال أيضاً إنه لن يوصي بجانتس بسبب تأييد «القائمة العربية» له.
وأوضح ليبرمان أن السبيل الوحيد للمضي قدما هو تشكيل حكومة وحدة تضم كلا من حزب «ليكود» بزعامة نتنياهو وحزب «أزرق أبيض» بزعامة «جانتس». ولا يهم أي من الرجلين سيكون رئيساً للوزراء أولاً.
يذكر أن نتائج الانتخابات العامة التي أجريت يوم الثلاثاء أعطت حزب «أزرق أبيض» حوالي 40 ألف صوت أكثر من الليكود، لكن لم يحصل أي من الفصيلين على ما يكفي من المقاعد لتشكيل أغلبية في الكنيست الذي يبلغ عدد مقاعده 120. ويبدو أن أياً منهما سيكون قادراً على حشد الدعم الكافي من كتلته الأيديولوجية لتشكيل ائتلاف مستقر. ويمكن لحزبي «أزرق أبيض» و«الليكود»، اللذين حصلا على 33 و31 صوتاً على التوالي أن يشكلا حكومة مركزية قوية. ومن جانبه، قال «ريفلين» يوم الخميس الماضي، إن التكافؤ بين الحزبين يشير «بصوت عالٍ وواضح» إلى أن غالبية مواطني إسرائيل كانوا يريدون رؤية «حكومة وحدة وطنية واسعة النطاق ومستقرة».
وقال الرئيس إن الجمود، الذي بدأ بعد الجولة الأولى من الانتخابات –التي أجريت في أبريل –ترك نتنياهو غير قادر على تأمين ائتلاف. وقد دعا جميع المرشحين إلى «العمل بسرعة من أجل تشكيل حكومة يمكنها خدمة دولة إسرائيل وشعب إسرائيل مرة أخرى».
وقال «جيل هوفمان» كبير المراسلين والمحللين السياسيين لصحيفة «جيروزاليم بوست»، إن «الرئيس ريفلين، الذي عادة ما يكون دوره مقتصراً على الاحتفالات الرسمية، مثله مثل ملكة إنجلترا، مفروض عليه الآن دور بالغ الأهمية».
واستطرد ً«فهو يُنظر إليه باعتباره الموحِّد الذي تحتاج إليه إسرائيل بشدة».
ومن غير الواضح الآن كيف سيجعل «ريفلين» الأطراف تتعاون، بعد أن وعدت حملاتها بعدم المشاركة في حكومة تتضمن مرشحين بعينهم أو أحزاب معينة. وليس من الواضح حتى كيف سيقرر من الذي سيتم منحه الفرصة الأولى لتشكيل حكومة. ووفقاً للتقاليد، يجب منح الفرصة الأولى للشخص الأكثر احتمالاً لتحقيق النجاح، ولكن في ظل أن هذا يبدو مستحيلاً تقريباً لأي من الزعيمين، ربما يحتاج الرئيس إلى إيجاد معايير بديلة. يقول «مردخاي كريمنيتزر»، أستاذ فخري في القانون في الجامعة العبرية بالقدس وزميل بارز في «معهد إسرائيل للديمقراطية»: «لم يحدث هذا الموقف من قبل، وبالتالي من الصعب معرفة الخيارات التي أمام الرئيس».
وأوضح «كريمنيتزر» أنه نظراً لأن إسرائيل في مثل «هذا الوضع غير المعتاد، من الممكن أن يختار الرئيس شيئاً غير معتاد كذلك».
على الأقل حتى يوم الأحد، لا يبدو أن أياً من الحزبين يريد أن يغير رأيه. وقد تم رفض دعوة من نتنياهو لـ«جانتس» للاجتماع ومناقشة حكومة الوحدة يوم الخميس، حيث أوضح «جانتس» أنه كزعيم لأكبر حزب فإنه يعتزم أن يصبح رئيس وزراء إسرائيل القادم.
«جانتس» أكد مجدداً على التزامه بتشكيل حكومة وحدة، طالما أنها لن تشمل نتنياهو، الذي يواجه اتهامات جنائية محتملة في ثلاث حالات للاحتيال والرشوة وخرق الثقة. بعد الانتخابات مباشرة، وقع نتنياهو اتفاقاً مع حزبين دينيين متشددين وحزب قومي متدين أصغر، مما زاد دعمه في الكنيست إلى 55 مقعداً.
روث إيجلاس*
*مراسلة صحيفة «واشنطن بوست» في إسرائيل
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
*مراسلة صحيفة «واشنطن بوست» في إسرائيل
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»